ان اغلب ان لم يكن جل الكتاب يتناولون تحريك الجرح ولكن يبعدون – ولا اعرف السبب – عن الولوج المباشر الي .. ولو ... مقترح الحل .
انا اقول :-
المواطن ليس غلبان
المواطن مطحون ومسحوق
ومتنيل بنيله كمان
لكن يستاهل طالما رضي وارتضي السكوت عن حقوقه .. او تناول اي مشكلة وطرح الحلول والبدائل للحلول بعقلانية وتفكر واستبصار .
المواطن غيب في فترة جهل منه وتجهيل متعمد من الاخرين ، حتي غدا ..الاتكالية ذاتها .. وليس الاتكال .
ثم نقول ونصيح :- هناك فساد !! هناك سرقات !!
المسئولين يسرقون !! الوزراء يدلسون !!
ولا رجع لاي صدي لماذا ؟
لان المواطن عود علي الرضي بما يقدم .. وعود علي انه ضيف علي الدولة لاصاحب حق ومشاركة وتناغم عزف لسمفونية ( وطن ومواطن ) و ( ثروة ومقدرات .. ومشوار طريق ) .
هذا التغيب المتعمد اوجد الفئات الباغية وتلك الاخري الطفيلية التي تقتات علي تضخيم اخطاء المسئولين والعزف عليها .. وهي تعي وبكل قناعة ان عزفها ما هو الا صراخ صدي ورجعه في صحراء جف منها اي أثر لرجع فعل لارجع صدي . او اثر حياة .
ولو سائلت اي مثقف او مفكر :-
ماهي مشكلتنا ؟
اقسم انه سيحار وسيبدء في خلط الاوراق والقفز علي الفاظ استهلاكية استدراكية ليوحي لمسائله بدرجة عالية من الثقافة والفهم ومن كلمات امثال .. اقطاعية حديثة / صراعات طبقية / سوء توزيع للموارد ...الخ من الكلمات والعبارات والتي لاتسمن ولا تغني من جوع .
أفة مجتمعنا المتسلقون علي هموم الوطن وهموم المواطن .. بل واكثر من المتسلقون علي ثرواته ومقدراته لان الاخيرين مرض يمكن شفاءه بينما الاولين سرطان لايرجي براءه .
وفي المقابل .... حالمون ...
من يرون ان الحلول لن تكون ولن تستقيم الا بالجذرية المطلقة !
لانه وببساطة تسطيح وسوء فهم وتقدير .
الحلول لن تكون ولا تكون الا بالتدرجات المرحلية ..
اعطوني وطنا علي البسيطة وحكومة ... نقيا لافساد فيه ولا افساد؟
صدقوني لن تجدوا ، فحتي اعتي الحكومات واكثرها ممارسة للديمقراطية .. تعاني من نزف الفساد ! ولكن فسادها ومفسدوها يقننون افسادهم لانهم يتوقون الوقوع والانكشاف فالمسائلة .
والا .. فالفساد صفة ملازمة لكل ضعيف نفس وضعيف ذمة وولاء.
ومن المسائل أوالمحاسب ؟ هو المواطن هناك . ومن خلال انظمة لاتحمي المغفلين من الفسدة الذين لم يحسنوا حماية انفسهم . عندما عاثو فسادا !
وهنا نكون قد وصلنا لمربط الفرس وكما يقال :
... المواطن و النظام .. الاصل والمستحدث .
نعود لمدخل مقالتي المواطن المطحون ...
أري انه هو الفاعل وهو المفعول به .. كونه قد نشأ علي مبدء الاتكالية وعلي مبدء التقديس لفئات اجتماعية حاكمة واخري دينية فأسلم عقله ومقدراته وبرضاه ..!!!
والا فأين من الفئتين هم بشر لارسل ولا ملائكة .. والبشر معرضون للاخطاء وللوقوع بها .. ومن تنزه عن الاخطاء انتقل من تصنيف الانسان الي تصنيف الملائكة او الرسل المصطفين .
والحلول تكون وببساطة من خلال الخطأ .. وكمبتدء ..و بعيدا عن تضخيمه وبعيدا عن استعماله كمدخل لتصفية حسابات ووو فنكون كمن قفز علي المشكلة ليستحضر كل المشاكل دفعة واحدة ، فلا هو بالصادق في البحث عن الحل .. ولا هو بالطارح فعليا لقضية محددة الاطر . ساعيا لايجاد الحلول لها وبمصداقية .
اثبت التاريخ ان الغوغائية الاجتماعية تزيد في تفاقم مشاكل المجتمع ولن يطفوا من خلالها اي حلول عملية وفعلية يمكن الاخذ بها . كما وانها فرصة وعلي طبق من ذهب لزيادة المفسد لفساده واللص لسرقة قوت مجتمعه .. كون هذا المجتمع يتخبط في منطقة ضبابية غير محددة المعالم والرؤي والتوجه الفعلي لمعالجة مشكلة تلو الاخري وبعيدا عن العصبية والانفعالات . فلا مناخات افضل من ذلك لزيادة استشراء الفساد وتزايد المفسدين .
والسؤال .. ونعود لمجتمعنا :-
ماهي المشكلة تلو الاخري ! والعاقل من يبدء بصغير اشكال ثم ينتقل لكبير مشكل لا العكس .
هل مشكلة مجتمعنا ...
- سوء مرافق وخدمات ارتضت الدولة بميثاق بيعة علي تولي مسئولياتها فقصرت في المطلوب ؟ فأصبحت مدانة بدل ان تكون محمودة مشكورة من وجهة نظر البعض؟
- ام صراع تيارات فكرية اجتماعية وقد شب الوليد فتبصر وتفكر ، فاصبح كل تيار يري انه الاصح وانه الافضل والاقدر علي الحلول الانسب لمعالجة اي سوءات تظهر ؟
- ام ان قلب المشكلة ومبدئها هو مواطن غيب او تغيب فغابت معه مرتكزات المجتمع الامثل من مواطنة وولاء وانتماء ؟
اعتقد ان مبدء المشكلة ومنتهاها هو المواطن ..وللتأكيد علي ذلك مايحدث اليوم من تعلق من يعرف ومن لايعرف - وانما مع القوم - برموز ابعد ماتكون عن القدوة الاجتماعية الحقة .. بل ان البعض سعي لخلق رمزه الاجتماعي والتعلق به وبالنواجذ !! تماما كما فعلت اقوام عبدة الطوطم في بدايات الانسان علي البسيطة . قافزا هذا المتعلق علي مرتكزات اساسية لم يكلف نفسه مجرد ايراد تساؤلات ذاتية عن الصورة لهذا القدوة المزعوم .. وكيف ذاك وهو وكما قلنا ابتدء مفاهيمه علي مبدء الاتكالية لا التفكر ولا التبصر..فتساوي من حيث يدري ولا يدري بخلق اخر ولكن ليس من فصيلة الانسان . ذلك المخلوق المكرم من رب الارباب .
لنأخذ الصراع الاجتماعي – المفتعل – بين تيارين اجتماعيين وكمثال واحد فقط . ونتسائل :-
- لمصلحة من هذا الصراع ؟
- هل المشكلة للتيار المتشدد تنحصر في اشخاص ورموز ؟ ام ان المشكلة في ذات التيار .. وممارساته .. وما رموزه الا جزء منه ؟
- هل يتوقع – مخطأ – اين من التيارين الغلبة علي الاخر مهما طال الزمن ؟ ..ام ان الصراع يدخل في دائرة الالهاء ولكلي الطرفين ؟
- هل هناك حلول واضحة ومحددة لدي كل طرف لانتشال المجتمع مما عاناه ويعانيه .. وهل هناك قياسات رأي اجتماعية لمشروع كل طرف ؟ مع درجة رضي وقبول جمعي !
- هل فكر الطرفين انهم من ذات الجلدة وذات الجمع قتعقلوا وتدارسوا وسطية حل وعلي طاولة مستديرة لانهاء هذه المهزلة القائمة والتي اقرب ماتشبه به هو الدائرة المغلقة .
- وحتي ولو .. هل حلت او ستحل مشاكل الوطن ونزف جراحه ؟ ام ان الجرح سيظل نازفا لان المشكلة ليست في التيارين بل هي في ذات الانسان المواطن مسئولا كان ام مواطنا عاديا رجلا او امرأة ملتحيا ام حليقا ؟
وتطول وتمتد الامثلة ويظل المحور للمشكلة الانسان المواطن مجردا .. فأن عزم هذا المواطن علي الانصلاح سينصلح الوضع برمته وان سكن للاتكالية والتأجير وبدون مقابل فقل علي هذا الوطن والمواطن السلام .... واي سلام .
------
متابعة النقاش في الموضوع في منتدى محاور
على الرابط : هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق